مؤشرات أمنية عن عودة تنظيم “داعش”.. ودعوات لتمديد عمل التحالف الدولي
تظهر مؤشرات أمنية في العراق حول محاولة تنظيم “داعش” العودة إلى البلاد مجددًا، عبر إعادة هيكليته وتجميعها في أوكار مخفية في ثلاث بؤر في عمق صحراء الأنبار، ويأتي ذلك كله بالتزامن مع تصاعد حدة الهجمات التي نفذها التنظيم في سوريا، بالتوازي مع الحديث عن ضرورة تمديد عمل التحالف الدولي من عدمه، الأمر الذي ناقشه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته لواشنطن.
وعبر تصريحات متتابعة، تقلل القيادات الأمنية العراقية من خطورة تنظيم “داعش” وتعتبر أن عودته هي “سكرات موت”.
وخلال السنوات الماضية، التي تلقت هزيمته الكبيرة، ركز التنظيم المتشدد في عملياته على استهداف رعاة الأغنام في المناطق النائية، بهدف إرهاب ساكني المناطق الصحراوية وابتزازهم، كما سجلت عمليات أخرى استهدف فيها التنظيم ثكنات عسكرية كما في عملية “الصكار” في صحراء الرطبة والتي أدت إلى مقتل ضابط برتبة نقيب، وإصابة جندي آخر إصابة بليغة.
بدوره، يرى المحلل الأمني، حميد العبيدي، أن “عناصر داعش لا زالوا ينشطون في بعض المناطق، وهم بالفعل لا يشكلون خطراً في حال بقيت العمليات الأمنية النوعية، والهجمات المستمرة للطائرات العراقية، وهو ما يتطلب جهداً مستداماً وعدم التهاون أوالركون، بل ما يتطلب هو التركيز والانتقال إلى المعركة الاستخبارية الحقيقية”.
واضاف العبيدي لمنصة خبر أن “الجهود الأمنية واضحة، لكنها لا زالت فقيرة في الجوانب المعلومات وتفعيل الجوانب الأخرى، مثل نصب الكاميرات الحرارية، واستقطاب مخبرين حقيقين، وإحداث خرق حقيقي في بنية التنظيم الارهابي، وهو ما يتوجب النهوض مجدداً، وووضع خطة شاملة عنوانها (العراق خالٍ من داعش)”.
وتؤشر تقارير استخبارية تصاعد عمليات تسلل عناصر “داعش” من الحدود السورية نحو صحراء الأنبار، حيث تكشف تلك التقارير وجود ثلاث وجهات وبؤر لتلك العناصر، وهي (وادي حوران، وصحراء الرطبة) التابعتين لمحافظة الأنبار، وصحراء (الحضر) التابعة لمحافظة نينوى والممتدة إلى عمق صحراء الأنبار.
نحتاج سنوات
من جانبه، ذكر رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء تحسين الخفاجي، وجود تحديات أمنية في البلاد؛ باعتبار أن “تنظيم داعش عقائدي فكري ومحاربته تتطلب سنوات من العمل على المستويين الأمني والثقافي الفكري في ذات الوقت للقضاء عليه بشكل كلي”. وقلل الخفاجي في تصريح صحفي، من أهمية حراك التنظيم، وذكر أن “التنظيم لم يعد قادراً على تنفيذ عمليات واسعة النطاق كما كان سابقاً قبل تحرير المدن، فهو يتحرك وفق مجاميع صغيرة جدًّا ومحدودة في بعض المناطق النائية لا غير، ونحن نلاحقه في كل مكان”.