منظمة دولية: 6% من نازحي العراق يعيشون ظروفا قاسية
كشف تقرير لمنظمة الهجرة الدولية IOM حول مؤشر حركة النازحين لأكثر من الفي موقع نزوح في مختلف محافظات العراق ان هناك أكثر من 56 ألف نازح غالبيتهم في الانبار وصلاح الدين ونينوى يمرون بظروف معيشية قاسية ويشكلون نسبة 6% من مجموع النازحين الكلي البالغ عددهم 952 ألفا و80 نازحا،
مبينا ان 27% منهم يعيشون ظروفا متوسطة الحدة في حين تعيش النسبة الباقية البالغة 67% ظروفا معيشية قليلة الحدة وذلك بالاستناد الى معايير شملت مستوى المعيشة والسكن والبنى التحتية ومدى توفر الخدمات والأمن والانسجام الاجتماعي.
وذكرت المنظمة في تقريرها بان الجولة الثامنة الأخيرة لمؤشر حركة النازحين في العراق جرت خلال الفترة ما بين أيلول و كانون الأول 2023 عبر 18 محافظة في 103 منطقة و2,581 موقع للنازحين في كل انحاء العراق وبلغت عدد العوائل النازحة 158 ألفا و680 عائلة بواقع 952 ألفا و80 نازحا. ومن بين 2,581 موقعا للنزوح تم رصده كان هناك 106 مواقع يمر النازحون فيها البالغ عددهم 56 ألفا و250 نازحا بظروف معيشية صعبة قاسية اكثر من نصفهم يتواجدون في محافظتي الانبار وصلاح الدين حيث بلغ عددهم 31 الفا و86 نازحا . وسجلت الجولة الاخيرة انخفاضا بعدد الذين يعيشون في ظروف قاسية عن الجولة السابقة في أيار 2023 بحدود 7 آلاف و962 نازحا الذين كانت تبلغ نسبتهم 7% من العدد الكلي للنازحين وكان يبلغ عددهم 64 ألف و212 نازحا. في حين اظهرت المنظمة ان هناك 498 موقعا آخر مصنف على انه يمر النازحون فيه بظروف معيشية متوسطة الحدة وتضم 255 ألفا و486 نازحا تشكل نسبتهم 27% من المجموع الكلي للنازحين، و هاك ألف و977 موقعا آخر أظهر ظروف معيشية قليلة وواطئة الحدة يعيش فيها 640 ألفا و344 نازحا ويشكلون نسبة 67% من العدد الكلي للنازحين في العراق. واظهر التقرير ان تحسنا في الوضع الاقتصادي قد طرأ على عدة عوائل نازحة في مواقع نزوح ثانوية مثل مركز الطارمية في بغداد ومنطقة هبهب في ديالى والضلوعية في صلاح الدين، تحولوا فيها تحولا كاملا من تصنيفهم على انهم يعيشون ظروفا قاسية كعوائل نازحة الى تصنيف آخر لم يعد كذلك، هذا المؤشر الإيجابي يوحي الى تحسن في الاستقرار المالي والاقتصادي لهذه العوائل. وسجل تقرير المنظمة الدولية أيضا تناقصا بحدة الظروف المعيشية للعوائل النازحة في خمسة مواقع بمحافظة صلاح الدين خصوصا في مركز مدينة تكريت، وعزت ذلك لسببين رئيسيين أولهما تحسن في تجهيزات وتوفر المياه وزيادة فترات تجهيزات الطاقة الكهربائية التي يتم فيها تشغيل مضخات المياه وتحسن في التخصيصات الحالية للكهرباء. ولكن رغم هذه التحسينات في الخدمات، تشير المنظمة، الى ان الوضع المتعلق بمستوى المعيشة والسكن والامن والسلامة وقضايا مهمة أخرى ما تزال لم تتغير عن الجولة السابقة, وبالإضافة الى تلقي مساعدة ، فان تحديات اقتصادية تلقي بظلالها على كثر من العوائل النازحة في المحافظة كما هو الوضع في منطقة العوجة.
من جانب آخر، شهدت محافظة الانبار وخصوصا موقع مركز مدينة الرمادي تناقصا بعدد النازحين البالغ عددهم 624 نازحا. ويشير التقرير الى ان هذا الانخفاض يعكس التأثير الإيجابي لبرنامج تسهيل العودة الطوعية الذي اطلقته منظمة الهجرة الدولية لتمكين العوائل النازحة من العودة لمناطق سكناها الاصلية، حيث ان قسما من هذه العوائل النازحة أكملت إعادة تأهيل منازلها في مواقع سكناها الاصلية وساهمت هذه العملية بزيادة نسبة العائدين.
أما ما يخص المواقع الساخنة التي تتميز بظروف امنية صعبة تواجهها العوائل النازحة فقد حددت المنظمة في تقريرها 12 موقعا ساخنا عبر خمس محافظات. وكانت اعلى مواقع ساخنة تضم العدد الأكبر من النازحين موزعين في مركز سنجار بمحافظة نينوى ومركز سامراء بمحافظة صلاح الدين وعامرية الفلوجة في محافظة الانبار.
في مركز سنجار يعيش هناك 19 الفا و884 شخصا نازحا يعيشون في 16 موقعا. الطابع الذي يغلب هذه المواقع هو ما يتعلق بالأمن والسلامة خصوصا في حالات العنف الناجمة عن توترات بين قوات امنية أو مجاميع مسلحة ومخاوف متعلقة بهجمات انتقامية. حيث تتواجد في منطقة سنجار مجاميع من فصائل مسلحة ووحدات حشد عشائري ومجاميع أخرى تحدث توترات امنية فيما بينهم.
وفي مركز سامراء يعيش هناك 15 ألفا و660 شخصا نازحا موزعين على 25 موقع نزوح ثانوي. الطابع الصعب الذي يميز هذه المواقع هو ظروف المعيشة للنازحين هناك حيث ان اغلبهم فقدوا وظائفهم ويعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات وما تقدمه المنظمات غير الحكومية لتوفير احتياجاتهم الأساسية. اما في مركز عامرية الفلوجة فهناك 14 ألفا و676 نازحا يعيشون عبر 20 موقعا، الطابع الغالب عليهم هو صعوبة وضعهم المعيشي وصعوبة الحصول على خدمات اساسية، حيث ان كثيرا من النازحين في تلك المواقع يعانون كثيرا في سبيل الحصول على الماء والكهرباء والرعاية الصحية والخدمات القانونية. وغالبية العوائل النازحة في تلك المواقع لها موارد محدودة للحصول على طعام او ليست لها موارد، وغالبيتهم يعتمدون على المعونة والمساعدات للحصول على احتياجاتهم الأساسية ويعيشون في مواقع سكنية خطرة ونائية.