نازحو سنجار يطالبون بتعويضات: لم يحصل عليها سوى 2 % منا
أشار تقرير لموقع K24 الاخباري الى الظروف الصعبة التي يعيشها نازحو منطقة سنجار من الايزيديين في المخيمات مبينا ان غالبيتهم لهم رغبة بالعودة لمناطقهم وقراهم ولكن عوائق تحول دون تحقيق هذه الرغبة تتمثل بالأضرار الجسيمة التي تعرضت لها بيوتهم وليست لهم قدرة مالية على إعادة ترميمها وان 2% فقط منهم حصلوا على تعويضات في وقت هناك 50 ألف مسجل للحصول على تعويض.
شامو ، احد النازحين من أهالي سنجار ويقيم حاليا في مخيم شاريا للنازحين في دهوك بإقليم كردستان ، يبين العوائق التي يواجهها “لدي بيت في قريتنا في سنجار ولكنه مدمر بسبب الحرب وبقيت منه غرفتان فقط ، ولكي أتمكن من العيش فيه بأمان يتوجب علي إعادة اعماره وترميمه ولكن تكاليف البناء عالية جدا ولا استطيع توفير مبالغ كافية”.
ويذكر التقرير ان غالبية أهالي سنجار من النازحين يعربون عن رغبتهم بالعودة لمناطقهم وبيوتهم للتخلص من حالة النزوح المزمن والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشوها في المخيمات، ولكن عددا قليلا منهم من تسلم تعويضات من الحكومة وتشكل نسبتهم 2% فقط، مما ترك ذلك المدينة على حالها من الأنقاض وسكانها في حالة من اليأس.
فيان دخيل عضوة البرلمان العراقي ، انتقدت توجه وزارة الهجرة والمهجرين الى اجبار النازحين الايزيديين والاخرين من أهالي سنجار على العودة لمناطقهم غير المستقرة وغير المؤهلة في مسعى من الحكومة لغلق مخيمات النزوح . وقالت لموقع K24 الاخباري ان هناك دوافع سياسية لذلك وان منطقة سنجار خالية من الخدمات الأساسية الضرورية وتعاني من تردي بناها التحتية.
وعبرت منظمة هيومان رايتس ووتش عن قلقها أيضا ، مبينة بان الخطط المرسومة لغلق مخيمات النازحين في إقليم كردستان بحلول 30 تموز ستعرض حياة كثير من ساكني المخيمات للمخاطر خصوصا لنازحي منطقة سنجار.
وأكدت المنظمة في تقرير لها بان منطقة سنجار ما تزال غير آمنة وتفتقر الى الخدمات الضرورية لدعم واسناد عودة العوائل النازحة.
سارة سانبار باحثة لدى منظمة هيومان رايتس ووتش ، سلطت الضوء على الوضع غير المستقر هذا بقولها “كثير من أهالي سنجار عاشوا في هذه المخيمات منذ العام 2014 ، وانهم يستحقون العودة لبيوتهم ومناطقهم ، ولكن هذه العودة يجب ان تكون آمنة وطوعية . آخذين بنظر الاعتبار قلة الخدمات والبنى التحتية والامن في المنطقة ، ان هذا الاجراء قد يفاقم الوضع سوءاً”.
يذكر ان منطقة سنجار، المعروفة بتضاريسها وبيئتها الجبلية التي يقطنها خليط من اكراد وعرب وايزيديون، قد عانت دمارا كبيرا خلال العمليات الحربية ضد تنظيم داعش لفترة ما بين 2014 الى 2017.
استنادا الى تقارير منظمة الهجرة الدولية فان 183 ألف شخص من أهالي سنجار ما يزالون في حالة نزوح، ويشكل الايزيديون منهم نسبة 85% . وعلى الرغم من حدوث حالات عودة لنازحين الى سنجار فان كثيرا من مناطقها وقراها ما تزال تضم اعداد قليلة من سكانها الأصليين، وان بعض المناطق في سنجار في تشهد أية حالة عودة لنازحين منذ العام 2014.
وفي الوقت الذي تدعو فيه الجهات الحكومية المسؤولة والمنظمات الدولية الى عودة آمنة وطوعية للنازحين فان محنة نازحي منطقة سنجار ما تزال تمثل مشكلة إنسانية ملحة.
وتشير احصائيات وزارة داخلية حكومة إقليم كردستان الى ان 23 مخيما موزعة في الإقليم يتواجد فيها حاليا 157 ألف نازح تقريبا، غالبيتهم من منطقة سنجار، مما يؤكد ذلك على الحاجة لدعم شامل وجهود إعادة اعمار.
من جانب آخر قال عضو البرلمان، محما خليل، في تصريحات له السبت ان 50 ألف حالة فقط من مجموع العائلات النازحة من منطقة سنجار قد تم تسجيلها في قائمة التعويضات، مشيرا الى ان الحكومة العراقية أعطت مبلغ 4 ملايين دينار لكل عائلة.
واكد على قضية سنجار والحالة الانسانية للايزيديين باعتبارها حالة إنسانية وطنية، مشيرا الى ان التعويضات المخصصة لإعادة اعمار سنجار وفقا للميزانية لم يصل الى الايزيديين سوى الجزء اليسير منها ، وان هناك 100 ألف شخص آخر يحتاج الى ان يتم ادراجه في قائمة التعويضات.