من قطر إلى العراق.. حماس تستعد للاستقرار في ملاذها الجديد
تستعد حماس لمغادرة قطر والاستقرار في العراق، في ظل الضغوط المتزايدة من الدوحة والولايات المتحدة من أجل إظهار مرونة أكبر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ذا ناشيونال” عن مصادر مطلعة يوم الإثنين، إن الحكومة العراقية كانت وافقت على هذه الخطوة الشهر الماضي.
وعلى الرغم من وجود قيادات حماس في قطر، إلا أن إيران ستكون المسؤولة عن حماية مكاتبها وعناصرها في بغداد.
والشهر الماضي، عقد الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مناقشات مع ممثلي الحكومتين العراقية والإيرانية، وفق نائب عراقي بارز وزعيم حزب سياسي على علاقة وثيقة بجماعة مسلحة تدعمها إيران.
وأشار النائب العراقي البارز إلى أنه على الرغم من عدم وجود إجماع على قرار نقل حماس إلى العراق، خصوصًا في ظل مخاوف بين الأكراد والسنة من تفاقم الخلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن الحكومة العراقية لن تتراجع عن قرارها.
وبحسب النائب فكان هناك ترحيب قوي في بغداد باستضافة حماس، وهو ما توافق مع إعلان الجماعة افتتاح مكتب لها يرأسه المسؤول الكبير محمد الحافي.
ومن المقرر أن تفتتح المجموعة مكتبًا إعلاميًا في المدينة خلال الأسابيع المقبلة.
تأتي الخطوة المرتقبة في ظل التعثر الذي يخيم على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وقد يترك انتقال حماس إلى بغداد انعكاسات أكثر تعقيدًا على تلك المفاوضات، لأن قطر سيكون لها تأثير أقل على الجماعة التي تحكم غزة منذ عام 2007، ويعيش قادتها السياسيون في قطر منذ عام 2012.
ومن المقرر أن تحتفظ حماس ببعض التمثيل في الدوحة للإشراف على العلاقات مع قطر، والتي من المرجح أن تساهم ضن آخرين في جهود إعادة إعمار غزة.
ولسنوات كانت قطر – التي تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط – من أكبر الداعمين الماليين لحكومة حماس في غزة، كما تلقت الجماعة أيضًا تمويلات من إيران.
وبحسب المصادر، أرسلت حماس فرقًا عسكرية ولوجستية للإشراف على ستعدادات الانتقال في بغداد.
تقول مصادر إن حماس تتعرض لضغطوط كبيرة من أجل قبول مقترح بايدن لإنهاء الحرب، والذي قدمت عليه حماس تعديلات تتضمن ضمان وقف كامل لإطلاق النار قبل الشروع في تنفيذ أي مرحلة من مراحل الاتفاق.
واشترطت حماس أيضًا الانسحاب الكامل للإسرائيليين من غزة، وإعادة الإعمار والإفراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال، وعودة النازحين دون شرط إلى أماكنهم.
ويخشى مسؤولو حماس – وفق ما قالته المصادر – أن يتعرضوا للطرد من الدوحة بسبب عدم موافقتهم على المقترح، أو حتى تجميد أصولهم المالية خارج القطاع.
وكانت قيادات حماس واجهوا بالفعل تحذيرات مشابهة ومن ضمنهم هنية، خلال اجتماع عقد في الدوحة هذا الشهر مع وسطاء قطريين ومصريين. وقد جرت المحادثات بعد زيارة إلى الدوحة قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الذي كان يعمل كوسيط رئيسي لوقف إطلاق النار في واشنطن.