تقارير

أسوشيتد برس: داعش ما زال موجودا في العراق وسوريا لكنه ضعيف

ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تقرير بمناسبة الذكرى العاشرة لما يسمى “إعلان الخلافة” من جامع النوري في مدينة الموصل، أن تنظيم داعش ما زال موجوداً على أرض الواقع في العراق وسوريا، إلا أنه لم يعد بمقدوره احتلال لا مدينة ولا قرية، مؤكدة على ضرورة استمرار المشورة والمساعدة العسكرية التي تقدمها قوات التحالف بقيادة الأمريكيين للقوات العراقية والبيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية، للحيلولة دون نهوض التنظيم الإرهابي مجدداً.

وأشار التقرير الأمريكي الذي تابعته “منصة خبر”، إلى أنه بعد مرور عشر سنوات على إعلان “الخلافة” في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، فإن الإرهابيين لا يسيطرون على أي أرض الآن، وخسروا العديد من قادتهم الكبار، وأصبح التنظيم خارج اهتمام الأخبار العالمية.

خطر الخلايا النائمة

وبرغم ذلك، يقول إن التنظيم ما يزال يقوم بعمليات تجنيد ويعلن مسؤوليته عن الهجمات المميتة في أنحاء العالم كافة، بما في ذلك العمليات القاتلة في إيران وروسيا والتي خلفت العشرات من القتلى، بينما لا تزال خلاياه النائمة في العراق وسوريا تشن هجمات ضد القوات الحكومية في البلدين وضد المقاتلين الكورد المدعومين من الولايات المتحدة، وذلك في وقت تتفاوض الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة بشان الانسحاب المحتمل للقوات الأمريكية.

ونقل التقرير عن القائد العام لقوة المهام المشتركة “العزم الصلب” الجنرال جي بي فاول، قوله إن “تنظيم داعش ما يزال يشكل تهديداً للأمن الدولي”، مضيفاً “إننا نحافظ على قوتنا وعزمنا على مكافحة وتدمير أي بقايا للجماعات التي تتبنى إيديولوجية داعش”.

ولفت التقرير إلى أن فروع داعش اكتسبت في السنوات الأخيرة، قوة في أنحاء العالم كافة، خصوصاً في أفريقيا وأفغانستان، إلا أنه من المعتقد قيادة التنظيم تتمركز في سوريا، حيث جرت ملاحقة مطاردة قادة التنظيم الأربعة الذين قتلوا منذ العام 2019 في سوريا. وذكرّ التقرير بأن أبو بكر البغدادي انشق في العام 2003 عن تنظيم القاعدة، وخاض مواجهة مع فرع التنظيم في سوريا والذي كان يعرف باسم “جبهة النصرة”، ثم في أوائل حزيران/ يونيو عام 2014، استولى على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، وجرى فتح الحدود بين المناطق التي سيطر عليها داعش في العراق وسوريا.

وتابع التقرير أن البغدادي ظهر في 29 حزيران/ يونيو 2014، مرتدياً ملابس سوداء لإلقاء خطبة من منبر جامع النوري في الموصل حيث أعلن “قيام الخلافة”، داعياً المسلمين في أنحاء العالم كافة إلى مبايعتها وإطاعته كزعيم، وأصبح التنظيم الإرهابي يحمل اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

من الزرقاوي إلى البغدادي

ونقل التقرير عن الضابط الأمريكي المتقاعد مايلز كاجينز، وهو أيضاً باحث في معهد “نيو لاينز” الأمريكي، قوله إن “خطبة البغدادي تلك، كانت امتداداً للفكر المتطرف لأبو مصعب الزرقاوي” الذي كان زعيماً لتنظيم القاعدة في العراق وقتل في غارة أمريكية عام 2006، مضيفاً أن خطبة البغدادي “ما تزال تلهم أعضاء داعش على مستوى العالم”.

وبعدما ذكرّ التقرير ببعض الجرائم التي ارتكبتها “دولة الخلافة” من ذلك الوقت، لفت إلى أن تشكيل تحالف يضم أكثر من 80 دولة تقوده الولايات المتحدة، والذي ما يزال يشن غارات على مخابئ المسلحين في العراق وسوريا.

وأشار إلى أن الحرب انتهت رسميا في آذار/ مارس عام 2019، عندما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الكورد على بلدة الباغوز شرقي سوريا، والتي كانت آخر جزء من الأراضي التي سيطر عليها الإرهابيون، إلا أن التنظيم كان هزم سابقاً في العراق في تموز/ يوليو 2017 بعد سيطرة القوات العراقية على الموصل، وفي سوريا عندما استولت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة التي كانت بمثابة العاصمة الفعلية للتنظيم.

5 – 7 آلاف إرهابي

وبرغم أن الأمم المتحدة تشير الآن إلى أن التنظيم ما يزال لديه ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف مقاتل في العراق وسوريا، إلا أن المسؤولين الحكوميين والعسكريين في العراق، يقولوان إن التنظيم أضعف من أن يتمكن من النهوض مجدداً.

ونقل التقرير عن اللواء في الجيش العراقي تحسين الخفاجي، أنه لم يعد بإمكان داعش ادعاء وجود “الخلافة” حيث لا يملك قدرات القيادة أو السيطرة للقيام بذلك.

وتابع الخفاجي قائلاً إن تنظيم داعش أصبح يتألف من خلايا نائمة تتمركز في الكهوف والصحراء في المناطق النائية، فيما تقوم القوات الأمنية العراقية بملاحقتهم.

وأشار أيضاً إلى أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، شنت القوات العراقية 35 غارة جوية ضد داعش وقتلت 51 من عناصره.

وفي مقر قيادة العمليات المشتركة، نقل التقرير عن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، قوله إن داعش بعدما خسر سيطرته على العراق، فإنه صار يركز على أفريقيا، وخصوصاً في منطقة الساحل، مؤكداً أنه “لا يمكن لهم أن يسيطروا على قرية، ناهيك عن مدينة عراقية”.

وبحسب النعمان فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مستمر في تنفيذ عمليات الاستطلاع والمراقبة لتزويد القوات العراقية بالمعلومات الاستخبارية، وأن القوات الأمنية “تتعامل مع هذه المعلومات بشكل مباشر”.

قوات سوريا الديمقراطية

لكن التقرير لفت إلى أنه برغم أن تنظيم داعش يبدو تحت السيطرة في العراق، إلا أنه تمكن من قتل العشرات من القوات الحكومية ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية خلال الشهور القليلة الماضية في سوريا.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية سياماند علي، قوله إن خلايا داعش مستمرة في عملياتها الإرهابية، وهم “يتواجدون على الأرض ويعملون بمستويات أعلى من السنوات السابقة”.

ونقل التقرير عن الضابط السابق كاجينز قوله إن “المشورة والمساعدة العسكرية” التي يقدمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لقوات الأمن العراقية ومقاتلي البيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية “ضرورية للحفاظ على السيطرة ضد فلول داعش وكذلك حراسة أكثر من 10 آلاف من معتقلي داعش في سجون والمعسكرات في سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى