تقارير

منظمة دولية: أكثر من 600 ألف نازح عائد يعيشون ظروفا صعبة

كشفت المنظمة الدولية للهجرة IOM التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها ان هناك ما يزيد على 600 ألف عائد من النازحين يعيشون ظروفا سيئة وقاسية تشكل نسبتهم 13% من المجموع الكلي للنازحين العائدين البالغ عددهم قرابة 5 ملايين شخص، مشيرة الى ان غالبيتهم يتواجدون في محافظتي نينوى والانبار بين منطقتي تلعفر وهيت، في حين يعيش 39% من العائدين الاخرين ظروفا متوسطة الحدة و48% آخرين ظروفا معيشية أقل حدة.

وشمل تقرير المنظمة الدولية رصد عودة نازحين للفترة ما بين كانون الأول الى نيسان 2024 عبر تسع محافظات في 39 منطقة موزعين على 2,192 موقعا عبر العراق. وذكرت المنظمة الدولية انه من بين هذه المواقع تم رصد 481 موقعا يأوي 625 ألف و236 عائدا يعيشون ظروفا معيشية قاسية وشديدة يشكلون نسبة 13% من مجموع العائدين الكلي البالغ عددهم 4 ملايين و871 ألف و916 شخصا.

وذكرت المنظمة الدولية انه تم خلال هذه الجولة الجديدة تسجيل زيادة بعدد الذين يمرون بظروف معيشية صعبة من العائدين مقارنة بالجولة السابقة من أيلول الى كانون الأول 2023 بمقدار 20 ألف و580 شخصا. وسجلت محافظة نينوى العدد الأكبر من الذين يعيشون ظروفا قاسية ويبلغ عددهم 18 ألف و36 عائدا تليها محافظة الانبار بحدود 5 آلاف و328 عائدا.

وكانت الزيادة ملحوظة في بلدة تلعفر ضمن محافظة نينوى حيث تم رصد 15 ألف و894 يعيشون ظروفا سيئة فقيرة، وكذلك في منطقة زمار والعيادية التي تعاني أصلا من ظروف معيشية صعبة. وذكر مرصد حركة النازحين ان مركز منطقة تلعفر والعيادية ما يزالان يعيشان ظروفا امنية واحتمالية تعرضهم لخروقات كهجمات من داعش، فضلا عن تواجد مجاميع وفصائل مسلحة فيها تزيد من قلق وارباك السكان المحليين. بالإضافة الى ذلك تعاني هذه المناطق من قلة الخدمات الحكومية وكذلك منطقة ربيعة ما تزال تعاني من قلة الخدمات في القطاع التجاري والزراعي فضلا عن انقطاع خدمات الماء والكهرباء.

ورصد مؤشر عودة النازحين رجوع 90 نازح الى قرية شيخان في زمار، مؤكدا وجود مشاكل خدمية وامنية تحتاج الى حل لمنع حدوث أي خروقات.

وأشار التقرير الى ان اغلب العوائل العائدة الى منطقة تلعفر لم تكن لديهم قدرات مالية لتأجير بيوت في مناطق أخرى وذلك بسبب الدمار الذي لحق ببيوتهم. وكانت عوائل أخرى قد عادت اما بعد إعادة اعمار بيوتهم وتأهيلها، او انهم عادوا من مخيم حسن شام 2 بعد استلامهم منح مالية من قبل فريق منظمة الهجرة للحلول المستدامة ومن قبل وزارة الهجرة والمهجرين عبر برنامج العودة الطوعية الذي تم تهيئته استعدادا لغلق مخيمات النزوح بحلول نهاية شهر تموز 2024.

اما الزيادة بعدد النازحين العائدين الذين يعيشون ظروف صعبة في محافظة الانبار فقد لوحظت في منطقة هيت التي سجلت عددا إضافيا بحدود 5 آلاف و328 شخصا، وسبب الظروف الصعبة هي ناجمة عن عدم وجود جهود إعادة اعمار لبيوت العائدين المدمرة وذلك لقلة قدراتهم المالية التي زادت من حدة وضعهم المعاشي سوءا.

ولكن رغم التحسينات الضئيلة التي شهدتها منطقة البغدادي بتنظيفها من مخلفات الألغام والمواد المتفجرة من قبل قوات امنية متخصصة وكذلك إعادة تأهيل بعض البيوت المتضررة في المنطقة، فان المنطقة ما تزال تواجه مخاوف امنية من احتمالية وقوع هجمات لداعش، فضلا عن ذلك تواجد فصائل ومجاميع مسلحة في المنطقة تزيد من قلق وارباك الأهالي في مناطق البغدادي والفرات والكبيسي.

أما محافظة صلاح الدين وديالى فقد سجلتا أكبر تناقص بعدد العائدين من النازحين الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة، حيث تم تسجيل عودة 2 ألف و142 شخصا في صلاح الدين و750 شخصا في ديالى. وتمت ملاحظة هذا التناقص بشكل خاص في منطقة بيجي ضمن محافظة صلاح الدين، والسبب في ذلك يرجع لتحسن خدمات تجهيز المياه في منطقة الصينية مع زيادة معدل فرص العمل وتحسن المعيشة في مركز بيجي.

وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها ان الحياة اليومية تحسنت أيضا في المنطقتين حيث ان معظم الساكنين يشعرون بالأمان في تنفيذ أعمالهم اليومية. مع ذلك فان منطقة بيجي ما تزال تعيش مرحلة تعافي بطيئة من ناحية النشاط التجاري وان هناك قلة فرص عمل في منطقة الصينية ومكحول، فضلا عن ضعف في خدمات تجهيز الطاقة الكهربائية ومخاوف من وجود الغام في المنطقة.

أما في محافظة ديالى فقد سجلت منطقة خانقين تناقصا بعدد العائدين الذين يعيشون ظروفا صعبة والسبب في ذلك يرجع الى تناقص تواجد المجاميع المسلحة، مع ذلك فان هناك مخاوف ما تزال باقية من احتمالية وقوع هجمات من داعش وكذلك ليست هناك حصص كافية من تجهيزات الكهرباء والماء في منطقة السعدية وسوء تجهيزات مياه في مركز منطقة خانقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى