منظمة دولية: هجرة الأطباء سببت ضعف النظام الصحي في العراق
أكدت منظمة الفيدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر IFRC أن العراق ورغم انتهاء ازمة داعش في العام 2017 ما يزال يواجه تحديات، مشيرة إلى أن هجرة عدد كبير من الأطباء ساهم في تدهور النظام الصحي في البلد كان اغلبهم من الأطباء المهرة.
وذكرت المنظمة في تقريرها الفصلي حول واقع الخدمات الصحية والإنسانية ومواجهة تبعات التغير المناخي في البلد وما يتعلق بالنازحين والعائدين، أنه بسبب سنوات من الحروب وعدم الاستقرار، فأن القطاع الصحي في العراق يواجه تحديات كبيرة وان الحاجة الشديدة للرعاية الصحية تكون مطلوبة أكثر بالنسبة للمناطق المتضررة بالمعارك التي تشتمل على نازحين وعائدين ومجاميع مضيفة أيضا، وذلك مع وجود أكثر من 2.5 مليون شخص في العراق بحاجة لمساعدة إنسانية بضمنهم أكثر من مليون نازح. وذكرت المنظمة ان هؤلاء الناس الذين هم بحاجة لمساعدات إنسانية متواجدون في جميع محافظات البلد الـ18، ولكن الأكثر تضررا هم المتواجدين في المحافظات المتضررة من الحروب في وسط وشمالي العراق، وبينما رجع كثير من النازحين لمناطق سكناهم الاصلية، فان قسما آخر ما يزالون يعيشون حالة نزوح مزمنة وسط ظروف معيشية سيئة.
وتقوم جمعية الهلال الأحمر العراقية وبتنسيق دوري مع وزارة الهجرة والمهجرين بتأمين عودة مستدامة لنازحين في العراق. وعملت الجمعية العراقية الوطنية على تطبيق الحلول مستدامة لمشاكل متعلقة بعودة النازحين، بالإضافة الى توفير دعم مناسب وتواصل لعودتهم وإعادة اندماجهم بالوسط الاجتماعي.
وأشارت المنظمة الدولية الى ان من المسببات الاخرى لتدهور الخدمات والرعاية الصحية في العراق هو هجرة كثير من أطبائه المهرة وكوادر الرعاية الصحية. وبينما تدعو خطة التنمية الوطنية الى إعادة ترتيب وضع النظام الصحي بالتركيز على الرعاية الصحية الأولية كأساس، فان نظام الرعاية الصحية مستمر بكونه مركزيا ويركز على المستشفيات.
وكانت جائحة كوفيد- 19 قد سببت اضطرابا كبيرا في توفير الخدمات الصحية، ومع شحة الادوية وتجهيزات أساسية أخرى مصحوبة بغياب الكادر الصحي المتمرس أدى الى تدهور منظومة الرعاية الصحية التي هي أصلا ضعيفة. رغم ذلك فان وزارة الصحة والبيئة وبدعم من برنامج الرعاية الصحية في العراق للمنظمات الدولية استمرت بالجهود لتحسين برامج الرعاية الصحية الروتينية والصحة العامة وتطوير النظام الصحي.
ويذكر التقرير انه في النصف الاول من عام 2024 انتهت المنظمة الفيدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر العراقي من اكمال اعمار 12 وحدة طوارئ في مقراتها. وان هذه الوحدات تشتمل على ردهات طوارئ وغرف استشارات ورعاية نفسية مع خدمات تنقية مياه وتوفير مستلزمات وقاية صحية ومعقمات للأهالي والعوائل المتضررة.
وتضيف المنظمة الدولية في تقريرها انه بسبب المعارك والاوبئة فان قدرة الناس على التعافي اقتصاديا وتخطي الازمات عبر المطاولة قد تضررت أيضا وضعفت، خصوصا وان احتياجاتهم متركزة في تأمين الغذاء ومياه صالحة للشرب وحماية وتوفير تعليم ورعاية صحية ومسكن.
وتقول المنظمة انه على الرغم من الحاق الهزيمة بداعش وانتهاء العمليات العسكرية في عام 2017، فان البلد وعلى مدى 40 عاما من الحروب والأزمات ما يزال يواجه تحديات متعلقة بوضعه الاقتصادي ومرحلة التعافي لما بعد الحرب وخدماته الصحية وما يتعلق بالبيئة وظروف التغير المناخي. حيث ان العراق يواجه جملة تحديات بيئية فريدة من نوعها وشهدت السنوات الأخيرة تأثيرات التغير المناخي على أنماط الطقس في البلد من ارتفاع بدرجات الحرارة وتدهور بيئي ناجم عن الجفاف.
ويشير التقرير الى انه من المتوقع ان تستمر ازمة المياه في البلد وقد تترتب عليها تبعات إنسانية واقتصادية وامنية واجتماعية بضمنها عمليات النزوح. والتأثيرات طويلة الأمد الأكثر حدة قد تكون على الجانب الاقتصادي والتدهور البيئي الناجم عن التغير المناخي. وتقوم جمعية الهلال الأحمر العراقية بتعزيز دورها كشريك أساسي في إيجاد حلول لحالات التغير المناخي والمخاطر البيئية المحتملة في كل انحاء البلاد. وفي نيسان 2024 قدمت الجمعية مساعدة لما يقارب من 18 ألف شخص تضرروا بالفيضانات في محافظتي أربيل ودهوك، مع استمرار الجمعية بتقديم الدعم لمتضررين على مدى ستة أشهر من خلال توزيع معدات ومستلزمات ضرورية لهم وسلة غذائية مع وحدات رعاية صحية متنقلة.