تقارير

منظمة دولية: 62 % من نازحين وعائدين في نينوى ليس لديهم مصدر دخل

تناول تقرير لمنظمة الهجرة الدولية المصاعب والتحديات التي يواجهها نازحون وعائدون في مناطق واحياء غربي نينوى شملت كل من البعاج والقيروان وسنجار وقرية سينوني شمالي سنجار مع الاحتياجات التي تفتقر لها تلك العوائل، مبينا ان 62% منهم ليس لهم دخل ويعانون البطالة ونسبة كبيرة منهم تزيد على 48% يعانون من حالات إعاقة تشكل تحديا أمام حياتهم اليومية.

وتشير المنظمة الدولية الى ان محافظة نينوى التي يبلغ عدد نفوسها ما بين 3.3 الى 3.8 مليون نسمة، فان هناك ما يقارب من 10 آلاف شخص منهم يقطنون منطقة البعاج و27 ألف شخص تقريبا يقطنون منطقة القيروان، اما في سنجار فهناك 41 ألف شخص (قبل اجتياحها من قبل داعش كان تعدادهم 325 ألف و 816 فردا) ، و في قرية سينوني شمالي سنجار يقطنها حاليا 17 ألف شخص (قبل داعش كانت تأوي 148 ألف شخص تقريبا) . وحسب مؤشر حركة النازحين للمنظمة الدولية فان هناك بشكل عام 247 ألف و507 نازحين داخليا في محافظة نينوى من بين 1 مليون و142 ألف و014 نازحا في كل انحاء العراق، اما تعداد العائدين من النازحين لمناطقهم في محافظة نينوى فيبلغ 1 مليون و953 ألف و714 شخصا من بين المجموع الكلي للعائدين على مستوى العراق والبالغ عددهم 4 مليون و846 ألف و062 شخصا.

وفقا للجرد الذي أجرته المنظمة فان 53% من النازحين والعائدين هم من المسلمين و47% منهم من أبناء الطائفة الايزيدية وهذا ما يشير الى التعايش الذي تتميز به محافظة نينوى لأبناء طوائف واعراق دينية مختلفة والذي يؤكد على ان برامج المساعدة والاحتياجات يجب ان تغطي جميع الاطياف من مسلمين وايزيديين لتعزيز جانب التعايش السلمي.

وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها انه خلال الاستطلاع الذي أجرته في المناطق الأربعة في الجهة الغربية من نينوى في البعاج والقيروان وسنجار وقرية سينوني فان كثيرا من الأشخاص في هذه المناطق عايش حالات نزوح متكررة ما يؤكد ذلك حاجتهم لمساعدات محددة تعالج التحديات والمعوقات التي يواجهونها، وان كثيرا منهم اعرب عن مخاوف امنية في حال عودتهم تتطلب إجراءات امنية لحمايتهم.

ويشير التقرير الى ان سكان هذه المناطق في نينوى شهدت اعنف حالات التهجير والتنكيل على يد مسلحي تنظيم داعش خصوصا في سنجار وبعض مناطق غربي نينوى بضمنها قرية سينوني حيث ارتكبت جرائم القتل الجماعي والاخطاف وهربت آلاف العوائل الايزيدية من سنجار ومن قراها ولجأوا الى مناطق آمنة قريبة في مخيمات للنازحين، وتشير الاحصائيات الى تواجد اكثر من 1 مليون نازح في مخيمات محافظة دهوك في إقليم كردستان اغلبهم من نازحي مناطق غربي نينوى.

اجرت المنظمة تقديرات لاحتياجات هؤلاء النازحين من مساعدات فيما يخص الصحة النفسية والصدمات الناجمة عن عواقب حالات النزوح والتهجير وما تسبب ذلك من حالات إعاقة وامراض نفسية هي بحاجة لعلاج ومتابعة وبرامج خاصة بهذا الجانب الإنساني. واظهرت الاستطلاعات التي أجرتها ان عددا كبيرا منهم يعاني من امراض نفسية وصعوبات واعاقات بدنية تؤثر على مزاولة حياتهم اليومية واعرب 48% منهم عن وجود صعوبات في النظر و22% منهم عن صعوبات في المشي او صعود سلم في حين اعرب 48% منهم أيضا عن صعوبات في التركيز ولا يمكنهم مزاولة عمل او أنشطة رعاية شخصية، وتذكر المنظمة ان هذه الحالات تزيد من حالة الإحباط لديهم والعزلة وهو امر بحاجة الى إيجاد حلول ومنظومات اسناد تعزز قدراتهم لتجاوز هذه المصاعب.

هذه التحديات والمصاعب أدت الى تفشي حالة من البطالة وعدم توفر فرص عمل بين عائدين ونازحين في هذه المناطق من البعاج والقيروان وسنجار وقرية سينوني في غربي نينوى. وبيّن 62% منهم انه ليس لديهم مصدر دخل منذ عودتهم لمناطقهم، وهذا ما يشير الى الآثار الكبيرة لحالات النزوح وتبعات المعارك على الوضع الاقتصادي والمعيشي لنازحين وعائدين التي غالبا ما تؤدي الى فقدان مصادر المعيشة وفقدان فرص العمل التي تعيق عملية بناء حياتهم من جديد، ويذكر التقرير ان غياب وجود مصدر دخل ثابت يمكن ان يساهم في زيادة حالة الإحباط والامراض النفسية لديهم مما يتطلب اجراء تدخلات عاجلة وشاملة لمعالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهونها.

فيما يخص العوائل التي تعيلها نساء، قالت احدى النساء، تبلغ من العمر 44 عاما، من منطقة البعاج إن “النساء يواجهن صعوبة في إيجاد فرص عمل مما يعيق ذلك سعيهن في الحصول على مصدر رزق، يمكن للحكومة ان تؤسس مراكز دعم نفسي واجتماعي للنساء”.وتوصي المنظمة الدولية بان يكون للحكومة دور في دعم هؤلاء النسوة من ناحية الرعاية النفسية وتحسين الوضع المعيشي لهن عبر برامج رعاية اجتماعية في منظمات محلية ودولية توفر لهن مجالات نشاطات اجتماعية واقتصادية. رجل من البعاج يبلغ من العمر 22 عاما قال إنه “بسبب النزوح وبعد العودة الى البعاج، فان التحديات الرئيسية بالنسبة للرجال والشباب هنا هي في العثور على فرص عمل وعدم القدرة في الحصول على فرص تعليم او رعاية صحية”.وتشير المنظمة في تقريرها الى ان هذه الاستنتاجات تؤكد على ضرورة معالجة الاحتياجات النفسية والاجتماعية وتوفير برامج رعاية صحية لهؤلاء الأشخاص من نازحين وعائدين في هذه المناطق لتعزيز الوضع الاجتماعي العائلي لهم ومساعدتهم في مواجهة الكثير من التحديات تقف امام بناء حياتهم من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى